المسلمون يترجمون
ظلت ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية مرفوضة في البلاد الإسلامية حتى بداية القرن العشرين، وطبقًا للدكتور محمد إبراهيم مهنا في كتابه: «ترجمة القرآن الكريم»، فإن قضية ترجمة القرآن الكريم في العالم الإسلامي مرت بثلاث مراحل: المرحلة الأولى مرحلة الرفض القاطع عندما منعت مشيخة الأزهر إدخال نسخة من ترجمة القرآن الكريم باللغة الإنجليزية إلى مصر وطلبت من مصلحة الجمارك إحراقها. والمرحلة الثانية مرحلة الموافقة التركية عندما قررت حكومة كمال أتاتورك ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة التركية. والمرحلة الأخيرة مرحلة الموافقة الرسمية في عام 1936 عندما أصدر مجلس الوزراء المصري قرارا رسميا بموافقته على ترجمة معاني القرآن الكريم ترجمة رسمية، تقوم بها مشيخة الجامع الأزهر، بمساعدة وزارة المعارف العمومية، وذلك وفقا لفتوى جماعة كبار العلماء وأساتذة كلية الشريعة. وكانت مشيخة الأزهر برئاسة الشيخ محمد مصطفى المراغي، الذي كان أيضا رئيسًا لجماعة كبار العلماء، قد أصدرت قرارها بموافقتها على مبدأ ترجمة معاني القرآن الكريم.
وهكذا بدأ العلماء المسلمون في ترجمة معاني القرآن الكريم من العربية إلى اللغات الأجنبية وخاصة إلى اللغة الإنجليزية ثم إلى اللغات الألمانية والإسبانية والفرنسية والإيطالية، وفيما بعد إلى معظم لغات العالم.
وكان معظم هؤلاء الخبراء المسلمين من العارفين بأمور الدين الإسلامي، والذين درسوا اللغات الأجنبية وأجادوها بعض الشيء فقاموا بترجمة معاني القرآن الكريم إلى هذه اللغات الأجنبية، بعد أن كانت الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية حكرًا على بعض المستشرقين من غير المسلمين من الخبراء أو المهتمين بالدراسات الشرقية، أو الدراسات العربية والإسلامية. وجاءت ترجمات هؤلاء المسلمين أكثر دقة لمعاني القرآن الكريم ولكنها أقل جودة من ناحية اللغة الأجنبية، ومن ثم جاءت ترجمات المسلمين العرب بنتيجة عكسية، لأن الأجانب الذين يقرأونها بلغتهم الأجنبية يجدون فيها أغلاطا لغوية كثيرة، فيعتقدون بالخطأ أن هذه الأغلاط موجودة في القرآن نفسه، وليست من صنع المترجمين المسلمين، الذين كانوا على الأغلب لا يجيدون اللغة الأجنبية إجادة تامة، بل كان اهتمامهم منصبا على المعنى والمغزى للآيات، فأهملوا الناحية اللغوية على حساب المعنى. ونحن نعيب على كثير من المترجمين العرب المسلمين الذين ترجموا معاني القرآن الكريم إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية وغيرها تحاملهم الشديد على المترجمين الأوربيين غير المسلمين، وكيلهم الاتهامات العنيفة لكل الذين قاموا قبلهم بالمجهود المضني نفسه لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية، خاصة في القرن العشرين، حيث صدرت عدة ترجمات جيدة للقرآن الكريم باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية، قام بها علماء متخصصون في علوم اللاهوت وفي العلوم الإسلامية، مع إجادتهم للغة العربية، واتسمت أعمالهم بالحيادية والموضوعية والدقة والحرص الشديد على تقديم المعنى مع شرح أسباب نزول الآيات. ونحن نشيد هنا بالترجمة الفرنسية التي أنجزها الدكتور محمد حميد الله، الأستاذ بجامعة اسطنبول الصادرة عام 1959 والتي اعتمدها مجمع الملك فهد بن عبد العزيز لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، كذلك نشيد بالترجمة الفرنسية بعنوان Le Coran inimitable التي قامت بها المستشرقة الفرنسية السيدة دونيز ماسون عام 1967، وقد جاءت هذه الترجمة أقرب ما تكون للنص الأصلي العربي، حيث تمت المحافظة على المعنى واللغة الأجنبية في الوقت نفسه. وسوف أذكر هنا بعض الأخطاء البارزة في ترجمة حديثة للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية قامت بها أستاذة مسلمة فاضلة هي الدكتورة زينب عبد العزيز، أستاذة الحضارة بجامعتي الأزهر والمنوفية سابقا، وقامت جمعية الدعوة الإسلامية بطرابلس بطباعتها في طبعة فاخرة عام 2002. وهدفنا من وراء هذا النقد البناء لهذه الترجمة هو الرغبة الصادقة في إخراج الطبعة الجديدة من هذه الترجمة في صورة مشرفة. فمثلا لم يصب المترجمة الصواب في ترجمة مصطلح الطلاق إلى الفرنسية، حيث تقول في مقدمة الترجمة: «وهناك مثال آخر، قد انتقل تقريبًا، إلى كل الترجمات ألا وهو اختيار ألفاظ بعينها، مثال كلمة répudiation كمقابل لكلمة الطلاق، في حين أن المقابل الفرنسي موجود، وهو divorce والفرق بين الكلمتين في اللغة المترجم إليها أن الطلاق يمثل واقعة محددة تعني انتهاء عقد الزوجية في حين أن répudiation تتضمن بالنسبة للمرأة، معنى الإهانة والطرد، الأمر الذي يسيء إلى حقيقة الإسلام وموقفه من المرأة». وحقيقة المفهوم الإسلامي لمعنى الطلاق وطبقا للغة العربية هو أن يقوم الرجل بتطليق المرأة أي بإطلاق سراح المرأة من ميثاق الزوجية بعد أن كان حبسها لنفسه، حسب المفهوم الإسلامي، وهذا المعنى - معنى تطليق الرجل للمرأة - متعارف عليه في القانون الدولي بأنه انفصال من جانب واحد unilatéral ويترجم إلى الفرنسية بمصطلح répudiation أما في اللغة الفرنسية فكلمة طلاق بمعنى قرار الزوجين بالانفصال ويترجم بكلمة divorce وهي كلمة من أصل لاتيني تبدأ بجزئية di ومعناها اثنان أي أن الزوجين ينفصلان كل منهما عن الآخر سواء بالاتفاق أو بعدم الاتفاق أي يتفقان أو لا يتفقان على مبدأ الانفصال عن بعضهما لأسباب مختلفة، فالانفصال هنا حتى وإن كان الزوجان على خلاف واضطرا للجوء، إلى المحكمة لطلب الطلاق هو انفصال ثنائي الجانب bilatéral وليس أحادي الجانب، مثل المفهوم العربي الإسلامي. وحالة الطلاق الأحادي الجانب الوحيدة المشهورة في تاريخ فرنسا هي قيام نابليون بونابرت بتطليق زوجته جوزفين التي كانت ترفض الانفصال فطلقها من جانب واحد répudier، ولم يكتب أبدا في التاريخ الفرنسي أن نابليون وجوزفين حدث بينهما divorce ولكن جميع كتب التاريخ تذكر كلمة répudiation. كذلك تعبير جنات عدن التي ترجمتها الدكتورة بتعبير paradis d'Eden (تقديم الترجمة صفحة ح)، «وتعيب على المستشرقين أنهم ترجموها بتعبير jardins d'Eden والحقيقة أن كلمة jardin في اللغة الفرنسية ليس فقط معناها حديقة، ولكنها أيضا تعني جنة، وتستخدم كلمة جنة paradis وحدها أما كلمة جنات عدن فيستخدم لها تعبير jardins d'Eden كما هو مذكور في قاموس لاروس Larousse وقاموس Robert.
أما بالنسبة لما ذكرته من أن المترجمين الفرنسيين يتعمدون تشويه الأسماء وخاصة اسم القرآن واسم رسول الله محمد (صلعم)، وأنهم يصرون حتى الآن على كتابة القرآن Le Coran وليس al-Quran (التقديم صفحة س) فأنا أختلف معها فيما تقول، لأن أسماء العلم التي تمت ترجمتها من الفرنسية إلى العربية لم يقصد بها تشويه الكلمات العربية أو الإقلال من شأنها، بل تم نطقها خطأ منذ البداية واستمرت هكذا في اللغة الفرنسية وأصبحت ثابتة كأسماء علم ومتعارف عليها، وحين نحاول الآن تصحيحها لن ننجح لأنها أصبحت اسم علم في اللغة الفرنسية، ولا يمكن تغييرها مثل اسماء المدن الكبرى القاهر ة Le Caire وليس al-Qahira دولة المغرب le Maroc وليس Al-Maghreb وعلى هذا القياس فإن كلمة القرآن تعارف على أنها Le Coran وليس al-Quran. كذلك الحال بالنسبة لاسم الرسول محمد (صلعم)، حيث تعارف على كتابة اسم محمد في اللغة الفرنسية بـ Mahomet وليس Muhammad وكذلك الحال بالنسبة لاسمي مكة والمدينة فقد تعارف في اللغة الفرنسية على أنهما Mecque و Médine وليس Makka وal-Madina.
أما الخطأ الكبير الذي وقعت فيه الدكتورة زينب عبد العزيز فهو كتابة كل ما يتعلق بالله بالحرف الكبير«كابتال» أو «ماجيسكيل» lettres majuscules، ففي اللغة الفرنسية تكتب أسماء العلم فقط بالحرف الكبير واسم الله Dieu يكتب أول حرف منه بالحرف الكبير للتفريق بين الله الواحد الخالق وبين آلهة الإغريق المتعددين مثل إله الحب وإله الحرب وإله الخصوبة... وهكذا يكتب بالحرف العادي dieu، أما الدكتورة زينب في ترجمتها فقد ابتدعت بدعة على اللغة الفرنسية، حيث جعلت الأفعال والصفات التي تتعلق بالله سبحانه وتعالى تبدأ بحرف كبير، مما جعل قراءة الترجمة صعبة جدا وبعيدة عن اللغة الفرنسية، مثلما جاء في هذه الجملة (Il A Eté si Allah Veut A Lui Appartient)، وغيرها حيث ألصقت الحرف الكبير بجميع الكلمات، وليس بالأسماء فقط مما جعل ترجمتها مشوهة، كأنما كلها أخطاء مطبعية فليس من المعقول أن تكتب الأفعال والمشتقات والصفات والنعت وحروف الجر والربط بالحروف الماجيسكيل في اللغة الفرنسية.
ظلت ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية مرفوضة في البلاد الإسلامية حتى بداية القرن العشرين، وطبقًا للدكتور محمد إبراهيم مهنا في كتابه: «ترجمة القرآن الكريم»، فإن قضية ترجمة القرآن الكريم في العالم الإسلامي مرت بثلاث مراحل: المرحلة الأولى مرحلة الرفض القاطع عندما منعت مشيخة الأزهر إدخال نسخة من ترجمة القرآن الكريم باللغة الإنجليزية إلى مصر وطلبت من مصلحة الجمارك إحراقها. والمرحلة الثانية مرحلة الموافقة التركية عندما قررت حكومة كمال أتاتورك ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة التركية. والمرحلة الأخيرة مرحلة الموافقة الرسمية في عام 1936 عندما أصدر مجلس الوزراء المصري قرارا رسميا بموافقته على ترجمة معاني القرآن الكريم ترجمة رسمية، تقوم بها مشيخة الجامع الأزهر، بمساعدة وزارة المعارف العمومية، وذلك وفقا لفتوى جماعة كبار العلماء وأساتذة كلية الشريعة. وكانت مشيخة الأزهر برئاسة الشيخ محمد مصطفى المراغي، الذي كان أيضا رئيسًا لجماعة كبار العلماء، قد أصدرت قرارها بموافقتها على مبدأ ترجمة معاني القرآن الكريم.
وهكذا بدأ العلماء المسلمون في ترجمة معاني القرآن الكريم من العربية إلى اللغات الأجنبية وخاصة إلى اللغة الإنجليزية ثم إلى اللغات الألمانية والإسبانية والفرنسية والإيطالية، وفيما بعد إلى معظم لغات العالم.
وكان معظم هؤلاء الخبراء المسلمين من العارفين بأمور الدين الإسلامي، والذين درسوا اللغات الأجنبية وأجادوها بعض الشيء فقاموا بترجمة معاني القرآن الكريم إلى هذه اللغات الأجنبية، بعد أن كانت الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية حكرًا على بعض المستشرقين من غير المسلمين من الخبراء أو المهتمين بالدراسات الشرقية، أو الدراسات العربية والإسلامية. وجاءت ترجمات هؤلاء المسلمين أكثر دقة لمعاني القرآن الكريم ولكنها أقل جودة من ناحية اللغة الأجنبية، ومن ثم جاءت ترجمات المسلمين العرب بنتيجة عكسية، لأن الأجانب الذين يقرأونها بلغتهم الأجنبية يجدون فيها أغلاطا لغوية كثيرة، فيعتقدون بالخطأ أن هذه الأغلاط موجودة في القرآن نفسه، وليست من صنع المترجمين المسلمين، الذين كانوا على الأغلب لا يجيدون اللغة الأجنبية إجادة تامة، بل كان اهتمامهم منصبا على المعنى والمغزى للآيات، فأهملوا الناحية اللغوية على حساب المعنى. ونحن نعيب على كثير من المترجمين العرب المسلمين الذين ترجموا معاني القرآن الكريم إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية وغيرها تحاملهم الشديد على المترجمين الأوربيين غير المسلمين، وكيلهم الاتهامات العنيفة لكل الذين قاموا قبلهم بالمجهود المضني نفسه لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية، خاصة في القرن العشرين، حيث صدرت عدة ترجمات جيدة للقرآن الكريم باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية، قام بها علماء متخصصون في علوم اللاهوت وفي العلوم الإسلامية، مع إجادتهم للغة العربية، واتسمت أعمالهم بالحيادية والموضوعية والدقة والحرص الشديد على تقديم المعنى مع شرح أسباب نزول الآيات. ونحن نشيد هنا بالترجمة الفرنسية التي أنجزها الدكتور محمد حميد الله، الأستاذ بجامعة اسطنبول الصادرة عام 1959 والتي اعتمدها مجمع الملك فهد بن عبد العزيز لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، كذلك نشيد بالترجمة الفرنسية بعنوان Le Coran inimitable التي قامت بها المستشرقة الفرنسية السيدة دونيز ماسون عام 1967، وقد جاءت هذه الترجمة أقرب ما تكون للنص الأصلي العربي، حيث تمت المحافظة على المعنى واللغة الأجنبية في الوقت نفسه. وسوف أذكر هنا بعض الأخطاء البارزة في ترجمة حديثة للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية قامت بها أستاذة مسلمة فاضلة هي الدكتورة زينب عبد العزيز، أستاذة الحضارة بجامعتي الأزهر والمنوفية سابقا، وقامت جمعية الدعوة الإسلامية بطرابلس بطباعتها في طبعة فاخرة عام 2002. وهدفنا من وراء هذا النقد البناء لهذه الترجمة هو الرغبة الصادقة في إخراج الطبعة الجديدة من هذه الترجمة في صورة مشرفة. فمثلا لم يصب المترجمة الصواب في ترجمة مصطلح الطلاق إلى الفرنسية، حيث تقول في مقدمة الترجمة: «وهناك مثال آخر، قد انتقل تقريبًا، إلى كل الترجمات ألا وهو اختيار ألفاظ بعينها، مثال كلمة répudiation كمقابل لكلمة الطلاق، في حين أن المقابل الفرنسي موجود، وهو divorce والفرق بين الكلمتين في اللغة المترجم إليها أن الطلاق يمثل واقعة محددة تعني انتهاء عقد الزوجية في حين أن répudiation تتضمن بالنسبة للمرأة، معنى الإهانة والطرد، الأمر الذي يسيء إلى حقيقة الإسلام وموقفه من المرأة». وحقيقة المفهوم الإسلامي لمعنى الطلاق وطبقا للغة العربية هو أن يقوم الرجل بتطليق المرأة أي بإطلاق سراح المرأة من ميثاق الزوجية بعد أن كان حبسها لنفسه، حسب المفهوم الإسلامي، وهذا المعنى - معنى تطليق الرجل للمرأة - متعارف عليه في القانون الدولي بأنه انفصال من جانب واحد unilatéral ويترجم إلى الفرنسية بمصطلح répudiation أما في اللغة الفرنسية فكلمة طلاق بمعنى قرار الزوجين بالانفصال ويترجم بكلمة divorce وهي كلمة من أصل لاتيني تبدأ بجزئية di ومعناها اثنان أي أن الزوجين ينفصلان كل منهما عن الآخر سواء بالاتفاق أو بعدم الاتفاق أي يتفقان أو لا يتفقان على مبدأ الانفصال عن بعضهما لأسباب مختلفة، فالانفصال هنا حتى وإن كان الزوجان على خلاف واضطرا للجوء، إلى المحكمة لطلب الطلاق هو انفصال ثنائي الجانب bilatéral وليس أحادي الجانب، مثل المفهوم العربي الإسلامي. وحالة الطلاق الأحادي الجانب الوحيدة المشهورة في تاريخ فرنسا هي قيام نابليون بونابرت بتطليق زوجته جوزفين التي كانت ترفض الانفصال فطلقها من جانب واحد répudier، ولم يكتب أبدا في التاريخ الفرنسي أن نابليون وجوزفين حدث بينهما divorce ولكن جميع كتب التاريخ تذكر كلمة répudiation. كذلك تعبير جنات عدن التي ترجمتها الدكتورة بتعبير paradis d'Eden (تقديم الترجمة صفحة ح)، «وتعيب على المستشرقين أنهم ترجموها بتعبير jardins d'Eden والحقيقة أن كلمة jardin في اللغة الفرنسية ليس فقط معناها حديقة، ولكنها أيضا تعني جنة، وتستخدم كلمة جنة paradis وحدها أما كلمة جنات عدن فيستخدم لها تعبير jardins d'Eden كما هو مذكور في قاموس لاروس Larousse وقاموس Robert.
أما بالنسبة لما ذكرته من أن المترجمين الفرنسيين يتعمدون تشويه الأسماء وخاصة اسم القرآن واسم رسول الله محمد (صلعم)، وأنهم يصرون حتى الآن على كتابة القرآن Le Coran وليس al-Quran (التقديم صفحة س) فأنا أختلف معها فيما تقول، لأن أسماء العلم التي تمت ترجمتها من الفرنسية إلى العربية لم يقصد بها تشويه الكلمات العربية أو الإقلال من شأنها، بل تم نطقها خطأ منذ البداية واستمرت هكذا في اللغة الفرنسية وأصبحت ثابتة كأسماء علم ومتعارف عليها، وحين نحاول الآن تصحيحها لن ننجح لأنها أصبحت اسم علم في اللغة الفرنسية، ولا يمكن تغييرها مثل اسماء المدن الكبرى القاهر ة Le Caire وليس al-Qahira دولة المغرب le Maroc وليس Al-Maghreb وعلى هذا القياس فإن كلمة القرآن تعارف على أنها Le Coran وليس al-Quran. كذلك الحال بالنسبة لاسم الرسول محمد (صلعم)، حيث تعارف على كتابة اسم محمد في اللغة الفرنسية بـ Mahomet وليس Muhammad وكذلك الحال بالنسبة لاسمي مكة والمدينة فقد تعارف في اللغة الفرنسية على أنهما Mecque و Médine وليس Makka وal-Madina.
أما الخطأ الكبير الذي وقعت فيه الدكتورة زينب عبد العزيز فهو كتابة كل ما يتعلق بالله بالحرف الكبير«كابتال» أو «ماجيسكيل» lettres majuscules، ففي اللغة الفرنسية تكتب أسماء العلم فقط بالحرف الكبير واسم الله Dieu يكتب أول حرف منه بالحرف الكبير للتفريق بين الله الواحد الخالق وبين آلهة الإغريق المتعددين مثل إله الحب وإله الحرب وإله الخصوبة... وهكذا يكتب بالحرف العادي dieu، أما الدكتورة زينب في ترجمتها فقد ابتدعت بدعة على اللغة الفرنسية، حيث جعلت الأفعال والصفات التي تتعلق بالله سبحانه وتعالى تبدأ بحرف كبير، مما جعل قراءة الترجمة صعبة جدا وبعيدة عن اللغة الفرنسية، مثلما جاء في هذه الجملة (Il A Eté si Allah Veut A Lui Appartient)، وغيرها حيث ألصقت الحرف الكبير بجميع الكلمات، وليس بالأسماء فقط مما جعل ترجمتها مشوهة، كأنما كلها أخطاء مطبعية فليس من المعقول أن تكتب الأفعال والمشتقات والصفات والنعت وحروف الجر والربط بالحروف الماجيسكيل في اللغة الفرنسية.